info rhouma Info Rhouma: 05/27/15 //

الأربعاء، 27 مايو 2015

افريقيا للاعلام تتبنى عملية بوشوشة وهذا ما قالته..


افريقيا للاعلام تتبنى عملية بوشوشة وهذا ما قالته..


نشرت صفحة افريقية للاعلام التابعة لداعش بيانا حول عملية ثكنة بوشوشة التي أودت أمس بحياة 7 جنود ومعهم منفذ العملية وجرح 10 آخرين تبنت فيه العملية وأكدت أنها ليست مجرد حادثة منعزلة كما ذكرت وزارة الدفاع.
وفي ما يلي نص البيان:

ودخل الأسد عليهم الباب فأثخن
-تعليق-
-على عمليّة ثكنة بوشوشة المباركة-


 


في يوم عاديّ ربيعيّ من شهر شعبان المبارك،
يوم الإثنين، السابع من شعبان لسنة 1436 هجريّة، 
الموافق للـ25 من شهرماي من سنة 2015 نصرانيّة، 
وبعد صلاته لصلاة الصّبح في وقتها وقراءة ما تيسّر من ورد يوميّ من القرآن،
وبعد صلاته صلاة الضّحى مع الدّعاء والتّضرّع لله سبحانه وتعالى حتّى يتقبّل منه ما نوى فعله وأن يوفّقه فيه ويرزقه شهادة في سبيله،
شنّ أسد منفرد مسلم مسلّح بسكّين هجوما على ثكنة "بوشوشة" العسكريّة بقلب العاصمة تونس في وسط المربّع الأمنيّ الأشدّ تحصينا بالبلاد، 
وبعد نحره لمرتدّ عسكريّ وإفتكاك سلاحه، شرع في إطلاق النّار في داخل الثّكنة حاصدا أرواح المرتدّين وقاذفا الرّعب في قلوبهم، طالبا الشّهادة في سبيل الله بعد النكاية فيهم..
ولم تمض دقائق على الهجوم المبارك، 
حتّى صار المرتدّون ينشرون الأكاذيب والأقاويل في كلّ مكان بمحاولات يائسة لعدم نسبة العمليّة المباركة للمجاهدين: 
"يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ"..

فقالوا هو حادث وليس بهجوم،نعم فأعداد فطائس بوليسهم وجيشهم المرتدّ صارت كبيرة وأمرا عاديّا يمرّ كخبر بسيط في شريط الأنباء، وكأنّه حادث سقوط فم رئيسهم المرتدّ المعتوه أثناء صعوده منصّة لإلقاء كلمة، أو حادث تفوّه طاغوتهم بكلمة منافية للحياء أمام الكاميرا، أو مجرّد حادث مرور..

قالوا ليس بإرهابيّ،نعم فالمنفّذ لم يرهب الكفّار لأنّهم كانوا يحسبونه كافرا مثلهم مادام يرتدي زيّهم ويحلق لحيته ويدخل ثكناتهم..

قالوا عنه مجنون، تماما كما فعل الكفّار من قبلهم مع كلّ من عرف معنى لا إله الا الله ودعى لها بالقول أو الفعل: "كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ"..

قالوا له مشاكل مع زملائه وزوجته،نعم فمشكلة كلّ مسلم معكم هي أنّكم كفّار تحاربون الإسلام وأهله ثم تزعمون أنّكم مسلمون..

 

لله درّه،
ذئب منفرد، 
إسمه مهديّ وهداه الله سبحانه وتعالى،
بحث وقرأ، فتعلّم دينه وعرف الحقّ، 
حاول الهجرة فلم يوفّق في ذلك،
فإختار العمل بداخل البلاد ويسّر أمورا كثيرة لإخوانه،
ثمّ لمّا أعلنت البيعة الرّسميّة من مجاهدي تونس لخليفة المسلمين،
شغّل عقله، وإختار هدفه وخطّط، 
وتوكّل على ربّه مسلّحا بسكّين طالبا للشهادة في سبيل الله مرهبا لأعداء الله، 
لبس زيّ العدوّ وتوجّه للثكنة،
إقترب من المرتدّ الذي يحرسها وقطع رقبته وإفتكّ سلاحه، 
تحرّك بسرعة وحرفيّة ودخل عليهم الثكنة، وباغتهم في ساحتها أثناء تحيّتهم لرايتهم الوثنيّة، 
وشرع في إصطياد أعداء الله كافرا تلو كافر وصيحاته "الله أكبر" تعلو المكان وتشقّ العنان وتخلع قلوب العدى خلعا..
قال الله عزّ وجلّ:
"
ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"
قتل منهم وأصاب ما يسّر له الله فيه (7 فطائس حسب إعترافات العدوّ و13 مصاب نسأل الله أن يزهق أرواحهم)، 
ثمّ إرتقى شهيدا -نحسبه والله حسيبه- برصاص المرتدّين بعدما إنتهت ذخيرة الرشّاش الذي إغتنمه..

فاللهم لك الحمد
اللهم لك الحمد
اللهم لك الحمد

اللهم لك الحمد حتى ترضى
ولك الحمد إذا رضيت
ولك الحمد بعد الرّضى
ولك الحمد على كلّ حال..

لشدّة وقع العمليّة على العدوّ صاروا ينكرون أنّها هجوم على الثكنة ويزعمون أنّها عمليّة داخليّة ومنعزلة،
وصاروا يزعمون أنّ الأخ مهدي لم يحرّكه دينه وإعتقاده بكفر كلّ من يوالي الطّاغوت لتنفيذ العمليّة المباركة، 
بل هو حسب زعمهم مجنون وله مشاكل عائليّة مع زوجته "فتيحة" العسكريّة المرتدّة التي بينه وبينها قضيّة طلاق (بعدما وشت به للمرتدّين وأعلمتهم بأنه صار يواضب على الصّلاة وقراءة القرآن ويقول عن "الإرهابيين" مجاهدين (مما نتج عنه عدّة مشاكل وإجراءات إتّخذها ضدّه العدوّ كتصنيفه "غير مؤهّل لحمل السلاح" ونقلته من مكان عمله، ناهيك عن التحقيقات والإعتقال وغيرها من الإجراءات التي تسمّى عندهم "تأديبيّة")).
ولولا بعض الحياء من قيادات عسكر الطّاغوت لقالوا أنّه كان سكرانا أو مستهلكا لمخدّرات أثناء تنفيذه لعمليّته حتّى لا يكشفوا صلته بالمجاهدين المسلمين،
كيف لا والعمليّة قد إستهدفت أشهر الثكنات وأشدّها تحصينا، 
إستهدفت ثكنة قوّات النّخبة في مكافحة الإسلام، 
إستهدفت أكبر مربّع أمنيّ يزعم المرتدّون أنّهم قد أغلقوا ثغراته بعد إختراقه بعمليّة باردو المباركة منذ شهرين..
عمليّة أثخنت فيهم فأسفرت عن قتل ضابط و6 مرتدّين آخرين مع عدد من الجرحى فاق الثلاثة عشر..

 

مضحك هذا المربّع الأمنيّ المزعوم، 
رغم تحصيناته ومافيه من كاميرات وسواتر وأبراج وحرّاس وأسلحة وآليّات،
إخترقه في عمليّة باردو إنغماسيّان،
واليوم يخترقه ذئب منفرد،
وغدا بإذن الله ستخترقه الدّڨم، لتمسحه من على الخارطة، وتُرسل كلّ من فيه لجهنّم أفواجا.

قال الله تعالى:
"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ 
فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ 
وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ "



هي عمليّة تظهر للناس ثانية أننّا نحن (المجاهدون) صادقون في كلّ ما قلنا ونقول وميزاننا القرآن والسنّة، 
وأنّهم هم (طواغيت حكّام وبوليس وعسكر) كذّابون أفّاكون ليسوا مصدرا للمعلومة ووعودهم واهية ومشاريعهم فاشلة ولا ضوابط لهم ولا مصداقيّة،
فهاهو العروي وبلحسن كعادتهم ساقوا سيلا من الأكاذيب، 
ولمّا حوصروا بالأسئلة هربوا من اللقاء الصحفيّ، 
تماما كما هربوا من التحدّيات السابقة التي تحدّيناهم فيها 
(كتهرّبهم من فضحنا لكذبة قتل 14 مجاهد في العمليّة العسكريّة الفاشلة بالقصرين وحصولهم على جثامينهم، 
وكذبة عدم إستعمالهم لأسلحة كيميائيّة (كالفسفور الأبيض) تُحرّمها قوانينهم الوضعيّة التي يزعمون إحترامها، 
وكذبة قتل 4 مجاهدين وأسر 13 مجاهد في الكمين الغادر الذي استهدف سيّارة للمجاهدين وإرتقى فيه مجاهدان إثنان).
ولم يبقى للصحفيين النّزهاء (لا السّخافيين الأوباش) من مصدر للمعلومة إلاّ المجاهدين، فتهاطلت علينا رسائلهم طلبا للتفاصيل..


كما ظهر لعسكر الطّاغوت وبوليسه شيء من صدقنا بعدما قلنا لهم سابقا أنّ لنا بينهم عيونا وأذانا وأيدي وقلوبا تنبض بالإيمان وتنتظر لحظة الصّفر للتحوّل من صفّ عسكر وبوليس الشيطان إلى صفّ جند الرّحمن.

هي عمليّة تمثّل فضيحة للعدوّ، 
تبيّن انّ بوليسه وجيشه أوهن من بيت العنكبوت،
وأنّ ما يسمّى بدويلة تونس هي مجرّد كذبة، 
فهي ليست بدويلة ولا تنظيم ولا حتّى مجرّدة جمعيّة، 
بل هي عصابة مافيا مسلّحة مسلّطة على شعب مسلم، يسندها المحتلّ الفرنسيّ والأمريكيّ لتسرق ممتلكات المسلمين وخيرات أراضيهم وثرواتهم وتفرض عليهم إسلاما معتلّا غير الإسلام الذي جائهم به محمّد صلّى الله عليه وسلّم..

كانت رسالة دولتنا الإسلاميّة لحكّام المرتدّين وبوليسهم وجيشهم عبر كلمات الأنشودة التي أنتجتها مؤسّسة أجناد الإعلاميّة التابعة لوزارة إعلامها بعنوان "قريبا قريبا" تقول:
قريبا قريبا، ترون العجيـبَ ** صـراعاً رهيبا، وسوف ترى
بعقرِ ديارك تكون المعارك ** لأجل دمارك، حُسامي إنبرى
وقالت أيضا:
تلظّى الرّصاص وجاء القصـــاص ** فـأين المناص، شرار الورى؟
إلـــيـكــم سنأتي، بـذبـــحٍ ومـــــوتِ ** بخوفِ وصمتِ، نشقّ العُرى
فشـلـتــم جـهـارا، فـذوقـوا الخسارة ** وعـودوا فرارا بـليــل السرى
إذا الكـــفـــر مــــاج وأرغى وهاج ** مـلأنا الـفـجــاج دمــاً أحـمــر
بسمر الحراب، بضرب الــرّقـــابِ ** لجمع الكـــــلابِ إذا عسـكــر
أتينا أتينا، بــــــعــــــزم مضينــــــا ** بجدٍ سعينـــا لشُـــمِّ الـــــذرى
نخوض الحتوفَ، نرصّ الصفوفَ ** نموت وقوفا، كــأسد الشرى
فسمعها الأعداء وإستهزؤوا، 
وعلى رأسهم المرتدّون بتونس، 
وكم من مسلم أعتقل، ولمّا وجدوها بسبب إهماله في هاتفه، إستهزؤوا به وبكلمات الأنشودة، 
ثمّ سجنوه بتهمة "خليّة نائمة"، أو تركوه بعدما ذاق ألوانا من العذاب وسلبوه ماله..


تخيّل يا عبد الله، 
مسلم مسلّح بسكّين يقطف رأس ضابط و6 آخرين معه في قلب العاصمة بأكثر الثكنات تحصينا، 
فما بالك لو قام جمع من المسلمين بعمليّات مشابهة مستهدفين الثكنات والقواعد العسكريّة ببقيّة المحافظات؟

تقبّلك الله يا مهدي الجمعي،
فرحنا لإرتقائك شهيدا كما فرحنا بهدايتك ودخولك الإسلام..
أنت الذئب المنفرد الأوّل في تونس المحتلّة ولله الحمد...
نسأل الله أن يتقبّلك يا بطل..

 

إنّ لهذه العمليّة المباركة دروس وعبر وتذكرة لكلّ المسلمين:

1- ذكّرتنا أنّ سوق الجنّة قد فتّحت أبوابها في وقتنا هذا، 
فأعداء الله من طواغيت ومن يواليهم من بوليس وعسكر وجواسيس الردّة وأسيادهم الكفّار الأصليّون متواجدون في كلّ مكان، 
فتوكّل على الله وأقتل منهم ما شاء الله ومت شهيدا لتدخل جنان الفردوس الأعلى.

قال الله عزّ وجلّ:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ
تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ۚ 
ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ 
ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ 
نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ 
وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ"

قال الله تبارك وتعالى:
"إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ 
يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ 
وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ 
وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ 
فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ۚ 
وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"

وقال سبحانه وتعالى:
"
قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ"

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
"لا يجتمع كافر وقاتله في النّار أبدا"

2- علّمتنا أنّ العدوّ جبان أجبن مما يتخيّلون، 
ففي كلّ مرّة يهاجم فيها المسلمون العدوّ، يفرّ عسكر وبوليس المرتدّين من المكان فيثخن جند الله فيهم، 
وإن هاجم العدوّ المجاهدين في الجبال قصفهم بالطائرات والمدفعيّة حذر الموت، 
وإن هاجمهم في البيوت لا يفكّر في إقتحام المكان إلاّ بعد إمطاره بالقنابل والرّصاص والغازات لساعات طوال حتّى يتأكّد من إستشهاد المجاهدين خشية أن يقتلوه..
ولا يستأسد العدوّ ويستعرض قوّته إلاّ على العزّل من المسلمين أو على عوام النّاس المطالبين بحقوقهم كما حصل ويحصل في جنوب البلاد وغربها.
فبارك الله في حفيد عمير بن الحمام، أخينا مهديّ -تقبّله الله- كاسر صنم "هيبة الدولة".

3- علّمتنا أن كلّ ما يتطلّبه الأمر هو التوكّل على الله سبحانه وتعالى بعقيدة سليمة ونيّة خالصة لله عزّ وجلّ وستكون النتيجة بإذن الله النّصر والغلبة للمسلمين: إمّا النّصر والتّمكين أو جنان الفردوس الأعلى،
قال الله سبحانه وتعالى:
"
ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"

4- ذكّرتنا أن خاتمة عسكر وبوليس الطّاغوت هي الخزي والمذلّة في الدّنيا والآخرة،
قال الله سبحانه تعالى:
"قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ۖ 
وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا ۖ 
فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ "

قال عزّ وجلّ:
"إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا
خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ 
لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا
يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا
وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا
رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا"

وقال تعالى:
"وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ 
وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ 
وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ
إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ
وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ۗ 
كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ۖ 
وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ"
والأنداد الذين يحبّهم هؤلاء المرتدّون ويقاتلون في سبيهم هم طواغيتهم الحاكمون بغير ما أنزل الله والمبدّلون لشرع الله.
قال تعالى:
"وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ"وقال عزّ وجلّ:
"لا يَتَّخِذِ المُؤمنونَ الكافرينَ أولياءَ مِنْ دُونِ المُؤمنينَ ومَنْ يفعلْ ذلكَ فليسَ مِنَ اللهِ في شيءٍ" وقال تعالى:
"
اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ 
وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ 
أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"


ونذكّر كلّ من يزعم أنّه مسلم ويحزن لمقتل هؤلاء المرتدّين ويقول عنهم "شهداء الوطن" بقول الله سبحانه وتعالى:
"لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ 
أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ 
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ 
أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ 
أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
"وبقول الله سبحانه وتعالى:
"
الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ 
وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ 
فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ 
إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا
"

فموتوا يا مرتدّين من أجل "وطنكم"، ونحن والمسلمون نموت من أجل دين الله، 
وسنرى من سيرث هذه الأرض، ومن سيدخل الجنّة، ومن سيدخل النّار.

 


كما نذكّر عامّة المسلمين بـأنّ للدولة الإسلاميّة جيشا في تونس، أجناده من المجاهدين متواجدون بينكم في كلّ مكان، يعدّون العدّة لإفتكاك البلاد من عبيد الطواغيت خدّام الفرنسيّين والأمريكان، لإرجاعها لأبنائها المسلمين حتّى تُحكم بشرع الله سبحانه وتعالى.
وقد أعلن المجاهدون بيعتهم لخليفة المسلمين في بيان صوتيّ رسميّ.

فندعوا كلّ مسلم، في تونس وخارجها، بالمسارعة لتوحيد الصّف وتكثير سواد المؤمنين ومبايعة خليفة المسلمين:

قال الله عزّ وجلّ:
"وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا"

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
"من مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهليّة"

وإستباقا لما سيروّجه المرتدّون على ألسن المنافقين والدّعاة على أبواب جهنّم بالدّاخل التّونسيّ سعيا لتشويه الدّولة الإسلاميّة وتنفير النّاس منها، كزعم أنّها دولة خوارج وتكفيريين وغلاة وقتلة مسلمين، وأنّها ليست بخلافة حقيقيّة، وأنّ تونس بدستورها الحاليّ وحكّامها الحالييّن دولة إسلاميّة تطبّق شرع الله..

 

 

فإنّنا ندعوكم لمشاهدة إصدارات الدّولة الإسلاميّة الرّسميّة، 
كإصدارات مؤسسات الإعتصام والفرقان والحياة ومختلف ولايات الدّولة الإسلاميّة، 
وندعوكم لسماع الكلمات الصوتيّة لخليفة المسلمين وناطقه الرّسميّ وقدماء أمرائها وقاداتها، 
-وهي موجودة على النت ولله الحمد، ومن يبحث لا يضيع-
ثمّ جعل الكتاب والسنّة بفهم سلف الأمّة حكما على ما شاهدتم وما سمعتم ممّا سبق ذكره.

 

 

وزيادة على ذلك،

ها نحن نعلن لكم ثوابت دولتنا الإسلاميّة ومنهجنا:

أولا : 
نرى وجوب هدم وإزالة كل مظاهر الشرك، وتحريم وسائله، لما روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي الهيّاج الأسدي، قال: 
قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: 
"ألا أبعثك على ما بعثني عليه صلى الله عليه وسلم: ( ألاّ تدع تمثالا إلا طمسته، ولا قبرا مُشرفا إلا سوّيته )" .

ثانيا : 
الرافضة (ما يسمّى بـ الشّيعة) طائفة شرك وردّة ، وهم مع ذلك ممتنعون عن تطبيق كثير من شعائر الإسلام الظّاهرة (وهم كثر في تونس ولهم حزب وجمعيّات تنشط في تونس بعد الثّورة وتنشر الدين الرافضيّ جهارا نهارا.).

ثالثا : 
نرى كفر وردة السّاحر ووجوب قتله، وعدم قبول توبته في أحكام الدّنيا بعد القدرة عليه، 
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "حد الساحر ضربة بالسيف".(وما أكثرهم اليوم في تونس، فإعلاناتهم تملأ الجرائد والمجلاّت، ولم تعد مقراتهم قبور من يزعمون أنّهم أولياء فقط، بل صارت لهم مكاتب ومقرّات في كلّ مكان، وصاروا يشهرون لهم في التلفزيونات ويعرّفون بهم.)

رابعا : 
لا نُكفّر إمرأً مسلما صلّى إلى قبلتنا بالذنوب، كالزّنا وشرب الخمر والسّرقة مالم يستحلّها، 
وقولنا في الإيمان وسط بين الخوارج الغالين وبين أهل الإرجاء المفرطين، 
ومن نطق بالشهادتين وأظهر لنا الإسلام ولم يتلبّس بناقض من نواقض الإسلام عاملناه معاملة المسلمين، ونكل سريرته إلى الله تعالى، 
وأن الكفر كفران ؛ أكبر وأصغر، وأنّ حكمه يقع على مقترفه إعتقادا أو قولا أو فعلا، 
لكنّ تكفير الواحد المعين منهم والحكم بتخليده في النّار موقوف على ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه.

خامسا : 
نرى وجوب التّحاكم إلى شرع الله من خلال التّرافع إلى المحاكم الشرعيّة في الدّولة الإسلاميّة، والبحث عنها في حالة عدم العلم بها، لكون التّحاكم إلى الطاغوت من القوانين الوضعيّة والفصول العشائريّة ونحوها من نواقض الإسلام، قال تعالى: ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) .

سادسا : 
نرى وجوب توقير النّبي صلى الله عليه وسلم، وتحريم التقدّم بين يديه، وكفر وردّة من نال من مقامه وجنابه الشّريف، أو مقام آل بيته الأطهار، وأصحابه الأبرار من الخلفاء الراشدين الأربعة وسائر الصحب والآل، 
قال تعالى: ( إنا أرسلناك شاهدا ومبشّرا ونذيرا، لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزّروه وتوقّروه وتسبّحوه بكرة وأصيلا )، وقال في أصحابه: ( محمّد رسول الله، والذين معه أشدّاء على الكفّار رحماء بينهم، تراهم ركّعا سجّدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا، سيماهم في وجوههم من أثر السّجود، ذلك مثلهم في التّوراة، ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه، يعجب الزرّاع ليغيظ بهم الكفّار، وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما) .

سابعا : 
نؤمن أن العلمانيّة على إختلاف راياتها وتنوّع مذاهبها كالقوميّة والوطنيّة والشيوعيّة والبعثيّة هي كفر بواح، مُناقض للإسلام مخرج من الملّة، وعليه نرى كفر وردة كل من إشترك في العمليّة السّياسيّة، كحزب السبسي والهمّامي والمرزوقي وغيرهم، لما في هذه العمليّة من تبديل لشرع الله تعالى، وتسليط لأعداء الله من الصّليبيين والملاحدة والرّوافض وسائر المرتدّين على عباد الله المؤمنين، قال تعالى في شأن من وافق المشركين في تبديل شيء من شرع الله: ( وإنّ الشّياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم، وإن أطعتموهم إنّكم لمشركون )، 
كما نرى أن منهج حزب النّهضة وغيره من الأحزاب التّي تتمسّح زورا وبهتانا بالإسلام منهج كفر وردّة، لا يختلف في منهجه وسلوكه عن سائر المناهج الكافرة والمرتدّة؛ وعليه فقياداتهم مرتدّون لا فرق عندنا بين مسؤول في الحكومة أو مدير فرع، وندعوهم كلّهم للتوبة مما هم فيه وإعلان برائتهم من تلكم الأحزاب والرّجوع لدينهم.

ثامنا : 
نرى كفر وردّة من أمدّ محتلّ بلاد المسلمين وأعوانه بأي نوع من أنواع المعونة من لباس أو طعام أو علاج ونحوه، ممّا يعينه ويقويّه، وأنه بهذا الفعل صار هدفا لنا مستباح الدم. (نخصّ بالذكّر إعانة المحتلّ الفرنسيّ لإمارة أزواد الإسلاميّة والمحتلّ الصليبيّ الأثيوبيّ والكينيّ لإمارة الصّومال الإسلاميّة والمحتلّ الروسيّ لإمارة القوقاز الإسلاميّة..)

تاسعا : 
نرى أن الجهاد في سبيل الله فرض على التّعيين، منذ سقوط الأندلس، لتحرير بلاد المسلمين، وهو مع كل برّ وفاجر، وأعظم الآثام بعد الكفر بالله، النّهي عن الجهاد في سبيل الله في زمن تعيينه، 
قال ابن حزم: "ولا إثم بعد الكفر أعظم من إثم من نهي عن جهاد الكفّار وأمر بإسلام حريم المسلمين إليهم، من أجل فسق رجل مسلم لا يحاسب غيره بفسقه" .

عاشرا : 
نعتقد بأن الديار إذا علتها شرائع الكفر، وكانت الغلبة فيها لأحكام الكفر دون أحكام الإسلام فهي ديار كفر، ولا يُلزم هذا أن نُكفّر ساكني الدّيار، 
وبما أن الأحكام التي تعلو جميع ديار الإسلام اليوم هي أحكام الطّاغوت وشريعته، فإنّنا نرى كفر وردّة جميع حكّام تلك الدّول وجيوشها، وقتالهم أوجب من قتال المحتلّ الصّليبيّ، 
لذا وجب التّنبيه أننا سنقاتل أي قوّات غازية للدولة الإسلاميّة وإن تسمّت بأسماء عربيّة أو إسلاميّة، وننصحهم ونحذّرهم أن لا يكونوا كبش فداء للمحتلّ، كما كان مقترحاً لحلّ أزمة المحتل الصليبيّ في العراق سابقا.

الحادي عشر : 
نرى وجوب قتال شرطة وجيش دولة الطّاغوت والردّة، وما انبثق عنهما من مسمّيات كحماية الشخصيّات وحرس الرّئاسة وغيرها، ونرى وجوب هدم وإزالة أي مبنى أو مؤسّسة تبين لنا أن الطّاغوت يتّخذها مقرا له.

الثاني عشر : 
نرى أن طوائف أهل الكتاب وغيرهم بدولة الإسلام اليوم، أهل حرب لا ذمّة لهم، فقد نقضوا ما عاهدوا عليه من وجوه كثيرة لا حصر لها، وعليه، إن أرادوا الأمن والأمان، فعليهم أن يحدثوا عهدا جديدا مع دولة الإسلام وفق الشروط العمريّة التي نقضوها.

الثالث عشر : 
نرى أن أبناء الجماعات الجهادية العاملين في السّاحة التّونسيّة إخوة لنا في الدين، ولا نرميهم بكفر ولا فجور، إلاّ أنهم عصاة لتخلفهم عن واجب العصر وهو الإجتماع تحت راية واحدة راية الخلافة الإسلاميّة.

الرابع عشر : 
كل جماعة أو شخص يعقد اتفاقية مع المحتل الفرنسيّ فإنّها لا تلزمنا في شيء، بل هي باطلة مردودة، وعليه نحذر المحتلّ من عقد أي اتّفاقات سرية أو علنيّة بغير إذن دولة الإسلام.

الخامس عشر : 
نرى وجوب توقير العلماء العاملين الصادقين ، ونذبّ عنهم ، ونصدر عنهم في النوازل والملمات ، ونعري من سار على نهج الطاغوت أو داهنه في شيء من دين الله .

السادس عشر : 
نعرف لمن سبقنا بالجهاد حقه ، وننزله منزلته ، ونخلفه بخير في أهله وماله .

السابع عشر : 
نرى وجوب إنقاذ أسرى وحريم المسلمين من أيدي الكافرين بالغزو أو الفداء، 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( فكّوا العاني )، 
كما نرى وجوب كفالة أسرهم وأسر الشهداء، 
قال عليه الصلاة والسلام: ( من جهّز غازيا فقد غزا، ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا ) .

الثامن عشر : 
نرى وجوب تعلّم الأمّة أمور دينها، وإن فاتها بعض حظوظ الدنيا، 
ونوجب من العلم الدّنيوي ما احتاجت إليه الأمّة، 
وما سوى ذلك فهو مباح ما لم يخرج عن ضوابط الشّرع الحنيف.

التاسع عشر : 
نرى تحريم كل ما يدعو إلى الفاحشة ويدعو عليها، ونوجب على المرأة وجوبا شرعيّا ستر وجهها والبعد عن السّفور والإختلاط ولزوم العفّة والطّهر، 
قال تعالى: ( إنّ الذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة، والله يعلم وأنتم لا تعلمون )

 
 

وأمّا السبسي ومجلس نوابه ورئيس حكومته ووزرائه وقضاة محاكمه الوضعيّة فهم طواغيت كفّار كفّرهم الله سبحانه وتعالى كما سبق ذكره
قال الله سبحانه وتعالى:
"وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ"
ومن يواليهم ويحميهم ويساعدهم في إقامة حكمهم من جيش وشرط وجواسيس هم كفّار مثلهم، والآيات الدّالة على ذلك كثيرة، نذكر منها قول الله سبحانه وتعالى:
“لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ”
وقوله عزّ وجلّ:
“وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ“



وأمّا ردّا على من يطعن في خليفة المسلمين ويقول أنّها خلافة غير شرعيّة:

من هو الشّيخ أبو بكر البغداديّ؟

هو رجل من عائلة متديّنة ، إخوته وأعمامه منهم دعاة دين وأساتذة في اللغة العربية والبلاغة والمنطق، وعقيدتهم دينيّة سلفيّة؛ فوالدة الشيخ عوّاد من وجهاء عشيرة البوبدري، ومحبّ للدين، ومن دعاة الحشمة والفضيلة، ومن أنصار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

وجدّه الحاج إبراهيم علي البدريّ رجل عُرِف بمداومته على صلاة الجماعة، وصلة الرّحم، والحرص على حاجات العوائل المتعفّفة، وقد توفّي الحاج إبراهيم قبل عدة سنوات بسيطة أثناء فترة ما بعد الاحتلال... بعدما عَمّره الله في الدنيا على الطاعة وصلة الرحم وفعل الخير -ولا نزكيه على الله-، وأمد الله بُمنَه وكرمه في عمر الحاج المرحوم - بإذن الله - حتى قارب منتصف عقدها التسعين من العمر ...

نسبه :
أبو دعاء، إبراهيم بن عوّاد بن إبراهيم البدريّ الرّضوي الحسينيّ السامرّائيّ، ينحدر من عشائر السّادة الأشراف البدريّين (البوبدري) الرضويّة الحسينيّة الهاشميّة القرشيّة.

علاقاته :
له علاقات واسعة وتأثير واضح على أفراد عشيرته في ديالى وسامرّاء، وقد أعلنوا بيعتهم لدولة العراق الإسلامية وأميرها الأوّل ( أبي عمر البغداديّ القرشيّ ) حين بايعوا الأمير ودولتَه عند إنشائها وظهورها على الساحة الجهادية في العراق، في الإعلان الرسمي لظهور الدولة، في العشر الأواخر من شهر رمضان عام 2006.

وعُرِف فيما مضى عن الدكتور إبراهيم عواد أنّه من أبرز أقطاب السلفيّة الجهاديّة، وأبرز منظّريها في ديالى وفي مدينة سامرّاء، من خلال مسجد الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله .

عدم ظهور الدكتور أبو دعاء في ذلك الوقت بتسجيل مرئي أو صوتي لا يعود إلى قلّة فصاحته أو ضعف بيانه أو ما شابه ذلك؛ فهذه أمور لا صحة لمن يقولها ويروّج لها؛ فالرّجل خطابته فصيحة وبيانه حسن، وفطتنه ونباهته ظاهرة؛ إذ جمع بين صفتين من أمراء الدولة السابقين: حين جمع بين هدوء ورويّة أبي عمر البغداديّ وحسه الأمنيّ العالي، وأخذ جانب كبير من ذكاء ومجالدة أبي أيّوب المصريّ (أبي حمزة المهاجر)...

وهو أستاذ ومعلّم وتربويّ سابق وداعية معروف، وخرّيج الجامعة الإسلاميّة في بغداد ودرس بها مراحله الدراسيّة ( البكالوريس والماجستير والدكتوراه )، عُرِف أنه داعية، وضليع بالثّقافة الإسلامية، والعلم والفقة الشرعيّ، وعلى اطّلاع واسع في علوم التاريخ والأنساب الشّريفة.

الخبرات العسكرية :
زادت خبرة الدكتور أبي دعاء الأمنية والعسكرية على أرض الواقع في السّنوات العشرة الأخيرة، وتبلورت بوضوح ونضجت أكثر - هذه الخبرةُ الأمنيّةُ والعسكريّةُ - عندما تمّت ممارستها على أرض الواقع، وقد تعرَّضَ لصعوبتها وتضحياتها من خلال الممارسة الواقعيّة والفعليّة في السنوات الثّمانية والنّصف الماضية من القتال وحروب الكرّ والفرّ.

حرّض على القتال وصال وجال وقاتل ثم أُسِر ثم خرج، وخاض معارك عديدة، وأسّس جماعات وساهم في إنشائها ودعمها، ثمّ انضمّ لمجلس شورى المجاهدين ودولة العراق الإسلاميّة، وعمل كعضو في مجلس الشورى، وحتّى أصبح - في الإعلان الرسميّ للدولة بتاريخ 16 ماي 2010 - أميراً لدولة العراق الإسلاميّة، وما وصل إلى الإمارة الحالية إلا وفق مراحل عديدة حتى نال هذا الاستحقاق .
بداية من عمله مع عدد من رفاق دربه ومنهجه على إنشاء جماعة (جيش أهل السنّة والجماعة) التي نشطت على وجه الخصوص في محافظات ( ديالى وسامرّاء وبغداد )، وتولّيه للهيئة الشرعيّة بها حين استلم أمير القسم الشرعيّ لهذه الجماعة، وهذه الجماعة فيما بعد، وأعني بها جماعة جيش أهل السنة والجماعة : بايعت وانضمت لمجلس شورى المجاهدين بعد تأسيسه بأسبوع تقريباً، ومن ثم انضم الدكتور أبودعاء إلى الهيئات الشرعية في المجلس، وكان عضواً في مجلس الشورى، وحتّى إعلان دولة العراق الإسلاميّة وتسلّمه مهمة المشرف العام على الهيئات الشرعية للولايات وعضويّته في مجلس شورى دولة العراق الإسلاميّة، فضلاً عن دوره الواضح والمؤثر في انضمام جزء من عشائر سامرّاء لمبايعة البغدادي الأوّل، ومساهمته في ضم عشيرته وشباب عشيرته في ديالى لمبايعة الدّولة، ومع مرور عدّة سنوات كان منطقيّاً أن يحضّره ويجهزه أبو عمر البغداديّ الحسينيّ القرشيّ ( حامد داود ) لخلافته، وهذا لاشكّ به أبداً ؛ فأمثال ( أبي محمود ) وبحسّه الأمنيّ العالي جداً، ووضعه لحسابات وتوقعِ كل الاحتمالات: جعله يوصي أن يكون الدكتور ( أبو دعاء ) هو مَن يخلفه . 

هل توفّرت في الشيخ أبي بكر البغدادي شروط الإمامة؟

إن شروط الإمامة الكبرى هي ما قرره أئمة الإسلام, مدللين على ذلك بكتاب الله وسنة خير الأنام -عليه الصلاة والسلام-, ولا يُلتفت إلى ما نصت عليه أعراف الدول المعاصرة, أو ما قررته الأمم المتحدة الجائرة!
قال الإمام بدر الدين بن جماعة رحمه الله في شروط الإمامة:
" فلأهليتها عشر شروط وهي:
أن يكون الإمام ذكراً, حراً, بالغاً, عاقلاً, مسلماً, عدلاً, شجاعاً, قرشياً, عالماً, كافياً لما يتولاه من سياسة الأمة ومصالحها.
فمتى عقدت البيعة لمن هذه صفته -ولم يكن ثمة إمام غيره- انعقدت بيعته وإمامته؛ ولزمت طاعته في غير معصية الله ورسوله -صلى الله عليه وآله وسلم - "
.اهـ [تحرير الأحكام في تدبير أهل الإسلام ص51, وانظر الروضة 10/42, والأحكام السلطانية للماوردي 6, وغياث الأمم 69].

قال السّفاريني في منظومته:
"وشرطه الإسلام والحريـة عدالة سمع مع الدريـة"

وأمير المؤمنين أبو بكر الحسينيّ قد توفرت فيه كل هذه الشرائط,
ولم يتخلف في حقه لا الشروط الواجبة ولا الشروط المستحبة.

 

كيف تصحّ إمرة الشيخ أبي بكر البغدادي ولم يبايعه كل الناس؟

لا يشترط بيعة كل الناس, بل ولا كلّ أهل الحل والعقد، بل يكفي أن يبايعه ما تيسّر من أهل الحل والعقد،
قال الإمام النووي في شرح مسلم -بعد أن ذكر تأخّر علي بن أبي طالب عن بيعة أبي بكر رضي الله عنهما-:
" ومع هذا فتأخره ليس بقادح في البيعة ولا فيه،
أما البيعة فقد اتفق العلماء على أنه لا يشترط لصحتها مبايعة كل الناس ولا كل أهل الحل والعقد، وإنما يشترط مبايعة من تيسر اجتماعهم من العلماء والرؤساء ووجوه الناس "
.اهـ [12/77].
وهذا قول الإمام ابن خلدون [انظر: المقدمة], وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهم.

بل قد ذهب بعض العلماء إلى أنها تنعقد بواحد من أهل الحل والعقد مطلقاً.
وهذا قول أبي الحسن الأشعري كما ذكر البغدادي، وابن حزم في "الفصل" 3/85,
وهو قول الإيجي في "المواقف"، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن 1/269، والباقلاني، وغيرهم،
واستدلّوا:
ببيعة أبي بكر إذ أنّ عمر هو الذي بايعه.
وبقول العبّاس لعليّ يوم السقيفة: "امدد يدك أبايعك، فيقول الناس: عمّ رسول الله بايع ابن عمّه، فلا يختلف عليك اثنان"
وبأن العقد حكم، وحكم الواحد نافذ.

كما استدلّ ابن حزم بأن أهل الشورى الذين عهد إليهم عمر تبرؤوا من الاختيار وجعلوه إلى واحد، وهو عبد الرحمن بن عوف، قال " فقد صح إجماعهم على أن الإمامة تنعقد بواحد ".اهـ
وقال القلقشندي في "مآثر الأناقة" [1/42]:
"والثامن - وهو الأصح عند أصحابنا الشافعية رضي الله عنهم -؛ أنها تنعقد بمن تيسّر حضوره وقت المبايعة في ذلك الموضع من العلماء والرؤساء وسائر وجوه الناس المتصفين بصفات الشهود حتى لو تعلق الحل والعقد بواحد مطاع كفى "
.اهـ

ومن قائلٍ أنها تنعقد بواحد بشرط حصول الشوكة ببيعته، وهذا قول الجويني والغزالي.
قال الإمام الغزالي رحمه الله:
"ولو لم يبايعه غير عمر وبقي كافة الخلق مخالفين، أو انقسموا انقساماً متكافئاً لا يتميز فيه غالب عن مغلوب لما انعقدت الإمامة،
فإن شرط ابتداء الانعقاد قيام الشوكة وانصراف القلوب إلى المشايعة"
.اهـ [فضائح الباطنية: 176-177].
وقال الإمام الجويني رحمه الله:
"ولكني أشترط أن يكون المبايِع ممن تفيد مبايعته مُنةً واقتهارا"
.اهـ [الغياثي: 72].

أما اشتراط مبايعة كل أهل الحل والعقد فهو قول المعتزلة،
وأما اشتراط مبايعة كل الناس فهو قول الديمقراطيين،
فلينظر المعارض بأي النفسين يتكلم!

وأمير المؤمنين أبو بكر البغدادي حفظه الله قد تمت له الإمرة بمبايعة من توفر من أهل الحل والعقد، كما جاء في بيان الدولة:
"وظلّ مجلس الشّورى في حال انعقادٍ مستمرّ طيلة الفترة الماضية للقاء وزراء الدّولة وولاّتها وأهل الحلّ والعقد وأصحاب الرأي فيها، ونبشّر أمّة الإسلام ونخصّ منهم طليعتها المُجاهدة،
وفي مقدّمتهم شيوخُ الأمّة وقادة الجهاد في كلّ مكان، 
بأنّ الكلمة قد اجتمعت على بيعةِ الشّيخ المجاهد أبي بكر البغداديّ الحُسينيّ القرشيّ أميراً للمؤمنين بدولة العراق الإسلاميّة "
.اهـ

 

كيف تُقر إمرة الشيخ أبي بكر البغدادي وقد تغلّب على بعض المناطق بالقوة وليس ببيعة أهل الحلّ والعقد فيها؟

إن المناطق التي تغلب عليها جنود الشيخ أبي بكر البغدادي حفظه الله كانت تحت أيد تحكمها بغير شريعة الله تعالى، واستلاب الأرض من أولئك بالقوة هو ذروة سنام الإسلام,
قال الله تعالى: 
(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39)) [الأنفال].

بل حتّى لو أخذها الشّيخ حفظه الله من حكّام مسلمين حاكمين بالشّريعة، لوجب السمع والطاعة له في غير معصية ما دام محكّماً للشريعة،
وقد حكى الإجماع على ذلك الحافظ ابن حجر رحمه الله فقال:
"وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب ، والجهاد معه، وأنّ طاعته خير من الخروج عليه، لما في ذلك من حقن الدماء، وتسكين الدهماء"
.اهـ [فتح الباري 13/7].

وقال شيخ الإسلام الشيخ محمّد بن عبد الوهاب رحمه الله:
"الأئمة مجمعون من كل مذهب على أنّ من تغلَّب على بلد أو بلدان، له حكم الإِمام في جميع الأشياء،
ولولا هذا ما استقامت الدنيا، لأن الناس من زمن طويل، قبل الإمام أحمد إلى يومنا هذا، ما اجتمعوا على إمام واحد"
.اهـ [الدرر السنية في الأجوبة النجدية 7/239].

 

كيف تصح بيعة الشيخ أبي بكر البغدادي وهو مجهول؟

لقد سبق نشر ترجمته وتقدّم أن الشيخ أبا بكر البغدادي ليس بمجهول, بل هو من الأعلام الفحول!
نعم؛
قد يخفى اسمه ورسمه على بعض العوام, أو بعض القاعدين من أهل الخصام!
هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ
وَلَيْسَ قَوْلُكَ: مَن هذا؟ بضَائرِه العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ وَالعَجمُ!
وحتى لو كان مجهولاً عند العامة، فلا مطعن في هذه الولاية والإمامة،
قال الإمام الماوردي رحمه الله:
"(فصل) فإذا استقرت الخلافة لمن تقلدها إما بعهد أو اختيار لزم كافة الأمة أن يعرفوا إفضاء الخلافة إلى مستحقها بصفاته، ولا يلزم أن يعرفوه بعينه واسمه إلا أهل الاختيار الذين تقوم بهم حجة وببيعتهم تنعقد الخلافة.."
إلى أن قال: 
"والذي عليه جمهور الناس أن معرفة الإمام تلزم الكافة على الجملة دون التفصيل، وليس على كل أحد أن يعرفه بعينه واسمه إلا عند النوازل التي تحوِج إليه،
كما أن معرفة القضاة الذين تنعقد بهم الأحكام، والفقهاء الذين يفتون في الحلال والحرام تلزم العامة على الجملة دون تفصيل إلا عند النوازل المحوجة إليهم، ولو لزم كل واحد من الأمة أن يعرف الإمام بعينه واسمه للزمت الهجرة إليه ولما جاز تخلف الأباعد ولأفضى ذلك إلى خلو الأوطان ولصار من العرف خارجا وبالفساد عائدا "
.اهـ [الأحكام السلطانية للماوردي ص 15].

وقال الإمام أبو يعلى رحمه الله:
" ولا يجب على كافة الناس معرفة الإمام بعينه واسمه، إلا من هو من أهل الاختيار الذين تقوم بهم الحجة وتنعقد بهم الخلافة"
.اهـ [الأحكام السلطانية لأبي يعلى ص 27].

ومن طعن في إمرة الشيخ أبي بكر البغدادي حفظه الله لجهالته -عنده- فليطعن في إمرة عمر بن عبد العزيز رحمه الله, وكذا نلزمه بأن يطعن في الخلافة العبّاسيّة برمتها!
فقد عَهِدَ الخليفة عبد الملك بن مروان لبنيه بالخلافة من بعده، فتولى الوليد ثم سليمان، فلما حُضِرَ سليمان أشار عليه التابعي الجليل رجاء بن حَيْوَة بأن يَعْهَد إلى عمر بن عبد العزيز.
قال الإمام السيوطي رحمه الله:
"قال -رجاء- تستخلف عمر بن عبد العزيز، قال -سليمان- أتخوف إخوتي لا يرضون قال: تُوَلِّي عمرَ ومن بعده يزيدَ بن عبد الملك، وتكتب كتابا وتختم عليه وتدعوهم إلى بيعته مختوما، قال: لقد رأيت"
.اهـ [تاريخ الخلفاء ص 226].

وقال الإمام ابن كثير إن سليمان كتب:
"بسم الله الرحمن الرحيم،
هذا كتاب من عبد الله سليمان بن عبد الملك لعمر بن عبد العزيز،
إني قد وَلَّيته الخلافة من بعدي ومن بعده يزيد بن عبد الملك،
فاسمعوا له وأطيعوا، واتقوا الله ولا تختلفوا فيطمع فيكم عدوكم.
وختم الكتاب وأرسل إلى كعب بن حامد العبسي صاحب الشرطة،
فقال له: أجمع أهل بيتي فمرهم فليبايعوا على ما في هذا الكتاب مختوما، فمن أبي منهم ضرب عنقه.
فاجتمعوا ودخل رجال منهم فسلموا على أمير المؤمنين، فقال لهم، هذا الكتاب عهدي إليكم، فاسمعوا له وأطيعوا من وليت فيه، فبايعوا لذلك رجلا.."
إلى أن قال ابن كثير:
"قال -رجاء بن حَيْوَة- فَحَرَّفته إلى القبلة فمات رحمه الله،.
فغطيته بقطيفة خضراء وأغلقت عليه وأرسلت إلى كعب بن حامد فجمع الناس في مسجد دابق،
فقلت: بَايِعوا لمن في هذا الكتاب،
فقالوا قد بايعنا،
فقلت: بايعوا ثانية، ففعلوا،
ثم قلت قوموا إلى صاحبكم فقد مات، وقرأت الكتاب عليهم"
.اهـ [البداية والنهاية 9/182].

فصحّت بيعة الخليفة الصالح عمر بن عبد العزيز مع أن بيعته تمت لمجهول!
وهكذا حصل في البيعة لبني العباس, فقد كان بدأ الدعوة إليها بدعوة الناس لبيعة الرضى من آل محمد صلى الله عليه وسلم، هكذا دون تحديد لشخصية أمير هذه الدعوة، وكان هذا متعمدا، لحرص العباسيين على كسب شيعة العلويين إلى دعوتهم، وآل محمد صلى الله عليه وسلم تشتمل العلويين والعباسيين، فالمبايع له في هذه الدعوة هو شخص مجهول بالنسبة لأغلبية من بايع باستثناء النقباء وكبار الدعاة الذين كانوا يعرفون صاحب الدعوة باسمه وعينه.
[انظر البداية والنهاية 9/321، 10/5، 25، 30، 31، 39 ـ 42, نقلاً عن العمدة بتصرف].

وقال الإمام السيوطي رحمه الله:
"بعث محمدٌ -أي: ابن علي بن عبد الله بن عباس- رجلا إلى خراسان وأمره أن يدعو إلى الرضى من آل محمد صلى الله عليه وسلم ولا يسمي أحدا، ثم وجه أبا مسلم الخراساني وغيره، وكتب إلى النقباء فقبلوا كتبه"
.اهـ [تاريخ الخلفاء ص 257].

 

كيف تصحّ إمرة الشّيخ أبي بكر البغدادي وليس لديه التّمكين التام؟

لقد علم القاصي والداني, بل وحتى العدو الجاني, بتمكين الشيخ البغداديّ في الديار،
فوضعوا على رأس الشيخ عشرة ملايين "دولار"!
والعرب تقول: "الحقّ ما شهدت به الأعداء!".
ولكن هذا التمكين ليس بتامّ على أغلب البقاع، بل هو يتفاوت من مكان إلى آخر..
وهاهي الصورة فيها بعض الأماكن المسيطر عليها سيطرة تامّة:


ومن قال بوجوب التّمكين التام والعام فهذا لم يعرف دولة النبوة الأولى!
روى الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره (12/272) عن أبي العالية قال:
"مكث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمكّة عشر سنين بعدما أوحي إليه خائفاً هو وأصحابه يدعون إلى الله سراً وجهراً،
ثم أمر بالهجرة إلى المدينة وكانوا فيها خائفين يصبحون ويمسون في السلاح،
فقال رجل: يا رسول الله أما يأتي علينا يوم نأمن فيه ونضع السلاح؟
فقال عليه السلام: لا تلبثون إلا يسيراً حتى يجلس الرجل منكم في الملأ العظيم محتبياً ليس عليه حديدة،
ونزلت هذه الآية، وأظهر الله نبيه على جزيرة العرب، فوضعوا السلاح وأمنوا"
.اهـ
ومما يستأنس به في هذا الباب ما ضُبطت به الزيادة التي رواها مسلم في المتابعات من حديث حذيفة: (وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك) حيث ضُبطت اللفظة على المبني للمجهول: (وإن ضُرب ظهرك، وأُخذ مالك) كما في: [مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 15/344].
ويؤيّد هذا المعنى ويزيده وضوحاً ما جاء في رواية أبي داود الطيالسي وغيره لحديث حذيفة وفيه التحذير من دعاة الفتنة حيث ورد في روايته:
(ثم تنشأ دعاة الضلالة فإن رأيت يومئذ لله عز وجل في الأرض خليفة، فالزمه وإن ضُرب ظهرك وأُخذ مالك).
بمعنى أنه يجب لزوم الإمام المسلم وعدم الخروج عليه وإن كان في زمن فتنة يعرضك للضرب والنهب من قبل أصحاب الفتنة، وليس للإمام شوكة تامة على كل البقاع بحيث يقضي على أصحاب الفتنة الذين يتضرر منهم عامة الداخلين تحت ولاية الإمام بسبب امتحانهم وعقوباتهم -التي منها ضرب الظهر وأخذ المال-.
كما حصل من قِبل الخوارج في امتحانهم للناس أيام إمرة -جد البغدادي- أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حتى إن عبد الله بن خباب بن الأرت رحمه الله لم يخلع بيعته لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بسبب وقوعه في أيدي الخوارج مما تسبب بقتله وزوجه!
[انظر: ما رواه ابن أبي شيبة 8/732، والدارقطني 3/131، والبداية والنهاية 7/288]

 

كيف تكون الإمرة للشيخ أبي بكر البغدادي على الشّام ولم تتم بموافقة جميع أهل الحلّ والعقد على هذه النقلة؟

إن مشاورة الأمير لأهل الحل والعقد من حيث الأصل على الاستحباب لا الوجوب, وهذا قول عامة الفقهاء, بل نقل الإمام النووي رحمه الله الإجماع على ذلك, فقال:
"وفيه التشاور في الأمور لاسيما المهمة وذلك مستحب في حق الأمة بإجماع العلماء.. "
.اهـ [صحيح مسلم بشرح النووي 4/76].

ولو شاور الإمام أهل الحل والعقد فأجمعوا على أمر أو قال أغلبهم بأمر لما لزم الإمام اتباعهم, على عكس قول بعض المعاصرين الذين أصيبوا بلوثات الديمقراطية!
قال الإمام النووي رحمه الله:
" وفيه أنه ينبغي للمتشاورين أن يقول كل منهم ما عنده ثم صاحب الأمر يفعل ما ظهرت له مصلحة. والله أعلم"
.اهـ [صحيح مسلم بشرح النووي 4/76].

وقال الإمام ابن أبي العز الحنفي:
"وقد دلت نصوص الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة أن ولي الأمر، وإمام الصلاة والحاكم وأمير الحرب وعامل الصدقة يطاع في مواضع الاجتهاد، وليس عليه أن يطيع أتباعه في موارد الاجتهاد، بل عليهم طاعته في ذلك، وترك رأيهم لرأيه، فإن مصلحة الجماعة والائتلاف، ومفسدة الفرقة والاختلاف، أعظم من أمر المسائل الجزئية"
.اهـ [شرح العقيدة الطحاوية ص 424].

ومع ذلك فإن أمير المؤمنين أبا بكر البغدادي حفظه الله قد شاور أهل الحل والعقد ووافقوه على ما عزم عليه، حيث قال الشيخ في هذا الصدد:
"وقد عقدنا العزم بعد استخارة الله تعالى,واستشارة من نثق بدينهم وحكمتهم .."
.اهـ
وكون الأمير لم يستشر عامله على الشام -إن صحّ ذلك-،
فهو لا يؤثر، إذ أن عامل الإمام عليه أن يسمع ويطيع فيما أحب أو كره، بل حتى في عزله لو عزله، كما أرسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعزل خالد بن الوليد، وأرسل بعزل سعد بن أبي وقاص..
وغير ذلك من الأحداث المعروفة، ولم يؤثر عن أحدهم أنه رفض قول الأمير بحجة أنه لم يُستشر أو يُستأمر؛
عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (السمع والطاعة على المرء فيما أحب أو كره، ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة)
[متفق عليه]،
وتأمل قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (وكَرِه) ؛ أي: فيما يأمر به الأمير من التكاليف الثقيلة على النفس مما ليس بمعصية كما في حديث عبادة مرفوعاً: (مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا)
[متفق عليه]

 

فيا مسلمون، 
بايعوا أمير المؤمنين خليفة المسلمين، 
وأكفروا بالطواغيت الحاكمين بغير ما أنزل الله، 
وإكفروا بدين الدّيمقراطيّة !!

يا مسلمون، 
إنّ الإضرابات والمظاهرات والإعتصامات السّلميّة لن تُرجع لكم حقّا ولن تحفظ لكم هيبة أو كرامة، 
لن يعيد لكم حقوقكم وكرامتكم إلّا الجهاد في سبيل الله وإنتزاع الحقوق بأيديكم !!
وهاقد رأيتم ما فعلت السلميّة بإخونج مصر: السجون والقتل والمذلّة.
ورأيتم ما فعل الجهاد في سبيل الله بإخوانكم في الشّام والعراق وغيرها: خلافة على منهاج النبوّة تعزّ المسلمين وتذلّ الكافرين، يخشاها كلّ كفّار العالم، ويحسبون لها ألف حساب.

يا مسلمون،
هبّوا للجبال وإلحقوا بالرّجال، 
وكونوا من جيش الخلافة،
كونوا من المجاهدين في سبيل الله، 
إن عشتم عشتم أعزّة تنعمون بالأجر والمغنم ونصر الله سبحانه وتعالى..
وإن قُتلتم ترتقون شهداء لجنان الفردوس الأعلى وتشفعون في سبعين من أهلكم..
فأنصروا دينكم ينصركم ربّكم على عدوّكم ويفتح على أيديكم.

 كما لا يسعنا أن ننسى شكر المرتدّ الغنّوشي على نصائحه في سنوات 2011-2013، وننصحه نحن اليوم: تُب أنت وعصابتك الإخونجيّة قبل أن نقدر عليكم، لأننا لن نرحمكم بعدما رأيناه من غدركم وخيانتكم، وقريبا نكشف كلّ الأوراق.


وختاما ندعوا مرّة أخرى الناس ليؤمّنوا على مباهلتنا:
حتّى تحلّ لعنة الله علينا -إن كنّا خوارج- أو عليهم -إن كانوا مرتدّين-
يا أيّها المسلمون، 
أمّنوا وإجعلوا لعنة الله على الكاذبين:

“اللهم إنّ القوم قد زعموا أنّ المجاهدين -الذين يسمّونهم إرهابيّين- خوارج وكلاب أهل النّار وظالّون مظلّون لم يفقهوا دينك وكتابك وسنّة نبيّك وشوّهوا الإسلام،
وأنّهم يقتلون “المسلمين” بغير حقّ، 
وأن قتلهم للكفّار الغربيّين من يهود ونصارى وملاحدة وعبّاد أوثان باطل ولا أصل له في الدّين،
وزعموا أنّ المجاهدين -“الإرهابيين” كما يسمّونهم- زناة وفاعلوا أفعال قوم لوط، 
وأنّ نسائهم عاهرات زانيات ممارسات لما أسموه “جهاد النّكاح”،
وأنّ من قُتل منهم على يد بوليس وجيوش الدّول العربيّة فهو خالد مخلّد في النّار،
وزعموا أنّ الشّهيد من المجاهدين (الإرهابيين حسب زعمهم) لا يجد حورا عينا في الجنّة،
وزعموا أنّ الجهاد اليوم لا يصحّ إلاّ في فلسطين المحتلّة وضدّ جيش اليهود حصرا،
وزعموا أنّ تارك الصّلاة مسلم ويجوز دفنه في مقابر المسلمين،
وزعموا أنّ من سبّ الله وهو غاضب لا يكفر ولا يجوز قتله،
وزعموا أنّ من يستهزئ بشيء ممّا ورد في القرآن والسنّة أو بمظهر من مظاهر الإسلام لا يكفر بل هو “مسلم كوميديّ فنّان”،
وزعموا أنّ حكّام وزعماء ووزراء ومسؤولي الدّول العربيّة، وجيوشها وبوليسها، والمنتسبين للأحزاب السّياسيّة، ودعاة المشاركة في الدّيمقراطيّة، وأنصارهم ومن يوالونهم، 
موحّدون مسلمون مؤمنون فهموا دينك وطبّقوه وأطاعوك وماعصوك، 
وأنّ من مات منهم على يد المجاهدين “الإرهابيين” فهو شهيد يدخل الجنّة وقاتله من المجاهدين “الإرهابيين” سيدخل النّار،

اللهم إنّا نشهدك أنّ ما ذكرناه آنفا مما قاله هؤلاء: 
هو كذب وإفتراء، وتدليس وتحريف لدينك، وتشويه لخيرة عبادك، وفيه مافيه من الكفر البواح والطّوام العظام،
اللهم من كان منّا كاذبا فإجعل عليه لعنتك، وأرنا فيه آية، واجعله عبرة
اللهم من كان منّا كاذبا فإجعل عليه لعنتك، وأرنا فيه آية، واجعله عبرة
اللهم من كان منّا كاذبا فإجعل عليه لعنتك، وأرنا فيه آية، واجعله عبرة
اللهم كلّ من تآمر على الإسلام والمسلمين،
فردّ كيده في نحره، وإكشف خبيئته، وإفضح سريرته، وإجعله عبرة لمن يعتبر،
اللهم سلّط عليه الأسقام والبلايا.

“وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ“

“وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ”

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
. . .
. .
.
__________________________

.:: إفريقيّة للإعلام ::.
____________________