مشروع روايتي
قيادة معسكرنا كانت تنصت بصمت وقوفا بجانب قارئة التقرير ” جيهان ” ، جورج المسؤول الأول عن المعسكر ماسكا بيده اليمنى كوبا من النحاس من القهوة ، و بالاخرى غليونه ، كان ينفث دخانه بشدّة ، تيقنّتُ أنّ غضبه مع الدخان يذهب الى السماء ، مطئطئ الرأسِ يواصل الانصات و احيانا تتقابل عيننا و لربّما حديث العيون كما كان معه أبدا ابلغا عن الكلام … كنت أدخّن ماسكا رأسي بيدي ، متربّع الجلسة و أبكي بما يليق بحجم خيانة تضحيات الشهداء ، و بثرى وطن الندّى ، و نساء الحقل و المصنع ، ، ، اعيد ترتيب نفسي و بما يليق بوطني و برفاق السلاح . . .
جيهان المنتسبة الينا هي احد طالبات الطبّ لم تقفل بعد سن الثانية و العشرين من العمر ، تنتسب الى احدى العائلات الأرستقراطية في البلاد ، انخرطت معنا في النضال من الجامعة الى معسكرنا في الجبهة الوطنية ، ، ، رغم الحزن و حجم الخيانة التي كانت تقرأها لنا
فقد بدت لي اكثر جمالا من ذي قبل ، عيناها الزرقوان يملآن المكان صورة السماء ، لربمّا اننا تحت حماية السماء ، او تحت حضانة الله ، بيضاء البشرة لربّما ان تذكرنا بنصاعة مبادئنا و بنقائنا التي نقاوم من اجلها ، ، ، كانت ملاك لنا …كالوطن لكنّها ليست مرة مثله / حلوة هي
فواصل الخيبات
ترتمي على الارضيّة ، تعشق تلك البرودة التي تنتاب جسدها اليافع ، تضع ساقيها على الفراش و هي تتلمس ساقها اليسرى باليمنى و تستحضرهُ في خيالها …
تمرّ أمامها و هي ذات ماي اثناء اقتنائها الحذاء الاحمر ذو الكعب العالي كيف تعمّد ان يلامس بدفئ يده ظهرها العاري ، تلك القشعريرة التي اجبرتها على التوقف ليلتهمها بعينيه الخضراوين ، تستحضر حرفيّا ما قال له ” هل سبق و ان قيل لكِ أن قلادة الزمردّ تلك صنعها الحرفيّ لتكون على جيدك أَنتِ فقط ؟…تذكرت كيف قبلّ يدها بشفتيه المثيرتين و هو ممسك بيده اليسرى خنصرها … تلك هي “التفاعلات ” التي أثارت فيها الشبّق اللانّهائي نحوه ، ، ، كيف يأتيها الى غرفتها الفاخرة و يراقصها على اغنيتها ” يا سيديّ ” ، ، ، انّه زمن العطر الرجّولي المثير ، انّه رجل “التفاعلات ” بامتياز ، ، ، انّه رجل اليدين الدافئين المثيرين الجنّوني ، انّه ببساطة جلاّدّها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق